شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أنه “في حال لم يظهر حزب الله حسن نية وتوجه إلى المجلس في 2 آذار المقبل لانتخاب النائب العماد ميشال عون، فهذا يعني أن الحزب لا يريد انتخابات رئاسية”، متسائلا:” كيف بات اليوم حزب الله غير قادر على التدخل لدى حلفائه لانتخاب عون، بينما تدخل سابقا لدى الرئيس عمر كرامي لصالح انتخاب نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة؟”.
وعن موقف الرئيس سعد الحريري من المصالحة المسيحية – المسيحية ومخالفة رأي الأكثرية المسيحية واستمراره بدعم النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، قال جعجع: “لو كنت مكان الحريري، ما بزعل 85 في المئة من المسيحيين الذين يؤيدون المصالحة وترشيح عون”.
هذه المواقف أطلقها جعجع أمام مندوبي الصحف اللبنانية في معراب، حيث قال تعليقا على سؤال حول مدى انزعاجه من “لطشة” الرئيس سعد الحريري في احتفال ال”بيال”: “أنا معتاد على أسلوب سعد الحريري في الكلام، ولم أنزعج مطلقا، لا سيما ألا سلة تحت إبطي لكي أحرج، ولا ضرورة للمعاتبة ما دام لم يبق أحد في الجمهورية اللبنانية لم يعاتبه سواء من تيار المستقبل وأهل بيته أو من اللبنانيين عموما”.
وأكد جعجع “ضرورة عدم التلهي بالقشور والغوص في الطرح السياسي المهم للحريري، لا سيما لجهة تأكيده المشاركة في كل جلسات الانتخاب للانتهاء من الفراغ الرئاسي”.
وعما اذا أتت زيارة الحريري لمعراب بعد طلب من السفارة السعودية، قال جعجع: “لا علم لي بهذا الأمر ولا أتوقف عنده”.
وردا على سؤال، لفت جعجع الى أنه يسعى إلى “تقريب المسافات بين بيت الوسط والرابية، مذكرا أن “مرشح 8 آذار كان ولا يزال العماد ميشال عون الذي كان ينقصه فقط 8 أصوات للفوز في أول جلسة انتخابية”، وقال: “الآن أمنا له هذه الأصوات من كتلة القوات، فما على فريق 8 آذار سوى النزول الى المجلس لانتخابه”.
أضاف: “إن حزب القوات اللبنانية هو من أكثر الأحزاب العابرة للطوائف، وفقا للدراسات والاحصاءات، مقارنة مع بقية الأحزاب، ولو بنسب متباينة بين طائفة وأخرى”.
وأعرب جعجع عن خيبة أمله من “خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير، حيث تحدث السيد لساعة ونصف ساعة من دون ذكر لبنان كأن بلدنا غير موجود في خريطة هذا الحزب الذي يدعي أنه حزب لبناني بينما في الواقع ينفذ أجندة إيرانية”، وقال: “في حال لم يظهر حزب الله حسن نية، وتوجه الى المجلس في 2 آذار المقبل لانتخاب عون، فهذا يعني أن الحزب لا يريد انتخابات رئاسية”.
وسأل: “كيف بات اليوم حزب الله غير قادر على التدخل لدى حلفائه لانتخاب عون بينما تدخل سابقا لدى الرئيس عمر كرامي لصالح انتخاب نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة؟”.
وعن موقف الحريري من المصالحة المسيحية – المسيحية ومخالفة رأي الأكثرية المسيحية واستمراره بدعم النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، قال جعجع: “لو كنت مكان الحريري ما بزعل 85 في المئة من المسيحيين الذين يؤيدون المصالحة وترشيح عون”.
أضاف: “الاتفاق مع عون ليس اصطفافا طائفيا أو مسيحيا تحديدا، باعتبار أن النقاط العشر التي اتفقنا عليها ليست طائفية، بل وطنية. واذا ما قارناها مع اعلان بعبدا لوجدنا أنها نسخة متقدمة عنه، فلا يمكن بالنسبة لي العودة الى الاصطفاف المسلم – المسيحي، وسأظل أتصرف بمسؤولية مع الظروف لتجنيب لبنان تبعات أي اصطفاف طائفي”.
واذ حذر من “التمادي في الفراغ الرئاسي أكثر فأكثر بعد مضي سنة وتسعة أشهر من دون رئيس للبلاد”، لم يستبعد جعجع “تبلور حل في الملف الرئاسي في غضون شهر أو شهرين”، معربا عن أسفه “أن يكون فريق لبناني يربط الانتخابات الرئاسية بالخارج، الذي هو دوما، خلف ما يقرره من في الداخل”.
وعن سعي “القوات” إلى فتح قنوات مع “حزب الله”، لا سيما بعد الاتفاق مع عون، قال جعجع: “القوات لطالما كانت وما زالت تعتمد سياسة التواصل مع كل الافرقاء، وليست بانتظار هذا التفاهم لتتوسط تقاربا مع الحزب، والدليل ان نوابنا يتعاطون بشكل طبيعي مع نواب حزب الله في المجلس النيابي، وإن كنا نريد فتح قنوات التواصل مع حزب الله لقمنا بذلك مباشرة من دون مواربة أو وساطة من أحد”.
وعن العلاقة مع حزب “الكتائب اللبنانية”، قال: “لا أريد الدخول في شؤون البيت الواحد”.
وعن إمكان اجراء انتخابات بلدية في ظل هذه الظروف، سأل جعجع: “لماذا لا يمكن أن تحصل الانتخابات البلدية؟ ما المانع من إجرائها؟ اذ لا يوجد داع أو رادع لتأجيلها، ونحن منفتحون على التحالف مع كل الأطراف السياسية”.
وعن إمكان حصول تدخل بري مباشر من السعودية في سوريا، استبعد جعجع “هذه الفرضية إلا في حال تدخل الأميركيون الى جانب السعودية، الأمر الذي تشترطه الأخيرة، وقد يبقى الوضع على حاله في سوريا الى حين انتخاب رئيس جديد لأميركا”.
وعما اذا ما كانت خطوة ترشيحه لعون جاءت بعد رؤيته للتقدم الايراني في المنطقة فانتقل من الضفة السعودية الى الضفة الايرانية، قال: “هذا ليس من شيم القوات، وتاريخنا يسجل هذا الأمر، والدليل أننا رفضنا الانصياع الى الوصاية السورية ولم نركب على دبابتها، رغم كل الضغوط التي مورست علينا. أما اليوم فنحن لا نعادي إيران كدولة وشعب، ولكننا لا نؤيد سياساتها واستراتيجيتها في المنطقة، لا سيما أنها تتخذ من حزب الله أداة لتنفيذ مشروع الأمة الاسلامية”.
وعن الوضع في سوريا، جدد جعجع التأكيد أن “لا وجود لبشار الأسد في مستقبل سوريا، ولو أن روسيا وايران تحاربان عنه اليوم، ولكن عند تسجيل الانتصارات سيكون هو خارج المعادلة”، وقال: “رغم ما نشهده من تقدم لقوات النظام وحلفائها نحو حلب، إلا أننا قد نشهد تغييرا للمعادلة من قبل المعارضة، كما شهدنا سابقا حين تم إيقاف زحفها باتجاه دمشق”.
وعن موقفه من الوثيقة التاريخية بين البابا فرنسيس وبطريرك الأرثوذكس في روسيا كيريل، قال جعجع: “لم أطلع على تفاصيل الاتفاق، ولكن برأيي، وجل ما يهمني، هو توحيد عيد الفصح المجيد لدى الطوائف الشرقية والغربية، لأن الباقي يبقى مجرد تفاصيل فكل كنيسة لها طقوسها في العبادة”.
19-2-2016
POST A COMMENT.