رحيل عميد المسرح اللبناني برج فازليان
رحل المخرج المسرحي اللبناني برج فازليان (1926 ـــ 2016) بعد مسيرة حافلة بدأها منذ الخمسينات، مشكّلاً أحد الوجوه الأساسية في نهضة الخشبة اللبنانية وعصرها الذهبي في الستينات. ولد فازليان في اسطنبول عام 1926 في كنف والد معارض للنظام الحكم التركي، وعاشق بالمسرح.
هكذا، أرسله للدراسة في «أكاديمية المسرح الخاصة» في إسطنبول. وفي عام 1951، حطّ فازليان في لبنان، بحثاً عن هامش أكبر من الحرية. في عام 1953، قدم باكورته الإخراجية «البخيل» لموليير التي كان قدّمها قبلاً على المسارح التركيّة، وأسس نواة المسرح اللبناني مع أندريه جدعون وشريف خزاندرار. ثم تعرّف إلى جلال خوري، ومنير أبو دبس، وريمون جبارة… إلى أن جمعه أنسي الحاج بالرحابنة، فبدأت معهم شراكة طويلة. بعدما أخرج مسرحيّة «بياع الخواتم»، تولى أغلب أعمال الرحابنة حتى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. هكذا، أخرج «هالة والملك» (1967)، و«الشخص» (1968)، و«يعيش يعيش»، و«لولو» (1974)، وصولاً إلى «ميس الريم» (1975). بعيداً عن المسرح الغنائي، وقع فازليان أعمالاً مهمّة خلال العصر الذهبي للمسرح اللبناني الحديث، أبرزها «الزنزلخت» (1969) لعصام محفوظ من بطولة نبيه أبو الحسن وريمون جبارة وفيليب عقيقي، و«اللعب عالحبلين» من اقتباس ريمون جبارة وبطولة شوشو (حسن علاء الدين)… مسيرة قدّم فيها أكثر من 160 عملاً مسرحياً، رسخّته أحد الأعمدة الثابتة في تاريخ المسرح اللبناني. في إحدى آخر مقابلاته مع «المدى» العام الماضي، سئل عن وضع المسرح في لبنان والعالم العربي، فأجاب بأنّ «لديّ أمل كبير في عودة المسرح الحقيقي، فاليوم الجمهور يصفق للفوضى والصراخ، لأنه لم يشاهد أعمالا فنية في مستوى ما قدم في زمن الرحبانة، باستثناء أعمال قليلة جداً».
Facebook Comments
POST A COMMENT.