عمت الاعتصامات والإضرابات مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان احتجاجا على تقليص خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وأغلق المعتصمون مكاتب الوكالة مطالبين إياها بالتراجع عن قراراتها
ويأتي الاحتجاج بعد إقدام الشاب عمر خضير (28 عاما) على إحراق نفسه في مخيم البرج الشمالي جنوبي لبنان بعد أن تعذر عليه الحصول على العلاج من مرضه المزمن بسبب تراجع تقديمات الأونروا وفق سياساتها المعتمدة منذ فترة.
وتقول نجوى قاسم والدة خضير الذي يرقد في مستشفى بالجنوب اللبناني للعلاج من الحروق التي أصيب بها، إن ولدها توجه قبل أيام إلى المستشفى لأخذ وحدات دم يحتاج إليها أسبوعياً، ولكنه رفض استقباله بحجة أن الأونروا لا تدفع بدل علاجه.
وتضيف نجوى للجزيرة نت أن ابنها رجع إلى المنزل غاضباً حيث “أقدم على إحراق نفسه بعد رفض المستشفى استقباله نتيجة حالته المادية وتراجع الوكالة عن تقديم يد المساعدة”.
قرارات مجحفة
ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون أن تراجع خدمات الأونروا في مجال الاستشفاء والتعليم ووقف التوظيف قرارات مجحفة وتصيبهم في الصميم، لا سيما أن القوانين اللبنانية تضغط عليهم من حيث منعهم من العمل في أكثر من سبعين مهنة، عدا عن تعرضهم لمضايقات أخرى تطال حياتهم اليومية.
ويطالب هؤلاء الوكالة بالتراجع عن قراراتها وتحمل كلفة الاستشفاء بشكل كامل، والتعاطي مع كافة الحالات المرضية دون استثناء، وإلغاء تحديد النسب المئوية للاستشفاء في المستشفيات المتعاقدة مع الوكالة، وإلغاء الحد الأقصى لعدد أيام الاستشفاء، وزيادة المبلغ المخصص له بحيث لا ينحصر كحد أقصى بخمسة آلاف دولار من قيمة فاتورة المريض.
ويقول المسؤول الإعلامي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان رشيد أبو رشيد للجزيرة نت إن اللاجئين الفلسطينيين “يخوضون معركة شرسة مع الأونروا”، واصفا تراجع تقديمات الوكالة بأنها “قرارات جائرة”.
وذكر أبو رشيد أن الأونروا بدأت منذ ثلاثة أشهر تقليص خدماتها الصحية والاستشفائية والتربوية، و”نعتبر قراراتها جزءا من معركة الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون بهدف شطب حق عودتنا إلى بلادنا”، موضحاً أن المستشفيات في لبنان تلزم الفلسطيني بدفع مبلغ 500 دولار قبل دخوله لتلقي العلاج، و”هذا أمر لا يمكننا تحمله”.
تعديل لا تراجع
في المقابل أقرت مستشارة التواصل والإعلام في الأونروا بلبنان زيزيت دركزللي أن وضع اللاجئ الفلسطيني “صعب جدا ولا بديل له عن الأونروا”، ومن حقه أن يغضب ويقلق.
ولكنها أضافت أنه “ليس صحيحا أن المنظمة خفضت خدماتها في الملف الصحي”، موضحة أن هناك معلومات قدمت بطريقة خاطئة.
وأوضحت دركزللي أن الوكالة تغطي الاستشفاء على مستويين من الدرجة الثانية والثالثة، مشيرة إلى تعديلات أجريت مؤخرا قضت برفع تغطية استشفاء الدرجة الثانية من نسبة 50 إلى 60%، ورفع تغطية استشفاء الدرجة الثالثة (عمليات جراحية) من نحو أربعة آلاف دولار إلى خمسة آلاف.
وأكدت أن الأونروا “لم تخفض تقديماتها للاجئين، وأن استشفاءهم من مسؤولية الوكالة”، ولكنها أدخلت تعديلات على استشفاء الدرجة الثانية وخصصت لكل مستشفى نسبة من التكلفة. وتضيف أن الأونروا تغطي ما نسبته 75% للاجئ الذي يعالج في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني، وما نسبته 85% في المستشفيات الحكومية اللبنانية، و80% في المستشفيات الخاصة.
POST A COMMENT.