فرنجية الحفيد والاسد الاب

 عفيف دياب ||
يروي “ثقات” أن الرئيس السوري الراحل ‫حافظ الأسد حين وافق في العام 1989 على تسوية إنتخاب رئيس للبنان إثر اتفاق الطائف “الطوائفي”، تلقّى نصيحة اميركية – سعودية بأن يتولى النائب ‏رينيه معوض رئاسة الجمهورية. وافق الأسد على النصيحة، لكنه استدرك بعد وضع بصمته على الاتفاق أن ثغرة صغيرة قد تعرقل التنفيذ، وأن ردم هذه الهوة لا يمكن أن يتحقق إلا بعد موافقة صديقه العائلي وحليفه السياسي الرئيس الاسبق للجمهورية ‫سليمان فرنجية. فالرئيس فرنجية لم يكن ليقبل بمعوض رئيسا للجمهورية ولا أن يصبح في بلاد ‫زغرتا وإهدن رئيسا جديدا ينافسه على الزعامة والقرار السياسيين.
وقع حافظ الاسد في حيرة من أمره، فهو لا يريد إفشال ما حققه من مكاسب سياسية وأمنية وعسكرية في مدينة الطائف السعودية، وفي الوقت نفسه لن “يزعل” حليفه وصديقه الشخصي فرنجية. جمع الأسد الأب قادة أجهزته الأمنية وطلب منهم إيجاد الحل وإلا سيضطر إلى عرقلة الاتفاق على معوض ما لم يوافق “عامود الموارنة” فرنجية. ويضيف “الثقاة” أن وفداً من قبل الأسد زار فرنجية الذي ابلغهم رفضه تولي معوض رئاسة الجمهورية. عاد الوفد الى دمشق صاغراً خاسراً خائراً خائبا، فالزيارة لم تفلح في تبديل رأي صاحب مقولة “وطني دائما على حق”.
ويقول “الثقات” انه حين أُبلغ الاسد بمسار ومصير زيارة وفده الى فرنجية، أصرّ على إيجاد حل لـ”عناد” صديقه، لكن كيف السبيل للدخول الى عقله وقلبه وتليين موقفه الرافض؟. نُصح حافظ الاسد باستشارة صديق مشترك لقصري المهاجرين واهدن. عمل الاسد بالنصيحة مستدعياً “صديق القصرين” الذي سرعان ما وجد الحل واعداً الاسد بسرعة التنفيذ دون ان يُفصح له عن مضمون حل العقدة. غادر صديق “القصرين” دمشق الى معقل آل فرنجية، وقفل عائدا من فوره مصطحبا معه سليمان طوني فرنجية، او كما كانوا ينادونه تدللا باسم “سليمان الصغير.
ويروي “الثقات” أن صديق القصرين اخبر سليمان الصغير لحظة دخولهما حدود دمشق ان لديه مهمة وطنية وقومية ويجب ان ينجح في تنفيذها لانها ستكون بداية مشواره في الصعود السياسي ومحط ثقة الرئيس حافظ الاسد.
وصل “صديق القصرين” مع سليمان الصغير الى قصر المهاجرين. استقبل الاسد حفيد صديقه مستفسرا عن احواله وعن صحة جده. لم يدم اللقاء طويلا، فقد كلّف الاسد فرنجية الحفيد بمهمة ستنقذ كلمته واتفاقه مع واشنطن والرياض ويحوز ايضا على تصفيق صديقه سليمان فرنجية باختيار رينيه معوض رئيساً بعيداً عن حسابات الصراع العائلي التقليدي. فوقوف فرنجية الجد مع معوض يعتبر ركيزة اساسية للاسد لمواجهة عناد أقطاب الموارنة الآخرين ويسهّل له ايضا وضع “الطائف” موضع التنفيذ وبدء وصايته على لبنان.
أخبر سليمان الصغير جده بان الرئيس الاسد استقبله وكلّفه بمهمة و”وضع ثقته بي وما بدي افشل” مضيفا “وعدت الرئيس حافظ انك تعطيني موافقتك على رينيه معوض رئيسا”. ويختم الثقات ان فرنجية احتضن حفيده باكيا وقال له “: كتّر خير الله.. إذهب الى الرئيس حافظ وقل له أن جدي موافق وسيكون إلى جانب رينيه معوض”
20-9-2015
 

Facebook Comments

POST A COMMENT.