وليد جنبلاط ||
سوف يكتب شخص ما سيرتي الذاتية في يوم من الأيام. يمكن أن أكون موجودًا حينها أو يمكن أن أكون قد تقمصت في الصين بحسب المذهب الدرزي، ولكن للأسف يبدو أنني متورط بإخفاء بيرغلينغ لأربع سنوات في المختارة بين أعوام 1990 و.1994
في العام 1990، زارني نائب مدير الإستخبارات السوفييتية الجنرال فلاديمير إسماعيلوف في المختارة. كان طويل القامة، شعره أحمر ويرافقه مسؤول آخر، على الأرجح أنه أحد مساعديه، إضافةً إلى صديق آخر مشترك. بدأتُ محادثات جديّة مع السوفيات والروس، بعد تناول خمس أو 6 أكواب من الفودكا، نخبًا للصداقة اللبنانية السوفياتية وللكفاح المشترك بين الحزب التقدمي الإشتراكي مع الحزب الشيوعي السوفياتي. قال لي الجنرال إسماعيلوف: الرفيق وليد كنتَ صديقًا كبيرًا للإتحاد السوفياتي، ولن ننسى أبدًا موقفك الداعم لقضية الشعب السوفياتي ونضالنا المشترك ضد الإمبريالية
إختصارًا للأحداث، سألني الجنرال إن كنت أستطيع أن أستقبل شخصًا في المختارة. كيف لي أن أرفض؟ السوفيات قدّموا لي مئات المنح الدراسية، ودرّبوا آلاف العناصر من الحزب الإشتراكي في قواعدهم وقدّموا أسلحة وذخيرة بما يساوي 500 مليون دولار بين 1979 وأواخر الثمانينات. قلت نعم دون تردد وأكملنا الطعام وأنا أتساءل كم زجاجة فودكا استهلكنا في ذلك الحدث من أجل محاربة الإمبريالية ومن أجل ترسيخ الإشتراكي.
وبعد أسبوعين، أتى رجل وزوجته وهما في عمر الخمسين، وتمّ استقبالهما للعيش في الطبقة العلوية من منزل النائب نعمة طعمة وهو صديق آل جنبلاط، وعائلته معروفة بكرم الضيافة. اكتشفنا أنّ هذين الضيفين هما ستيغ برغلينغ وزوجته إليزابيث ساندلبيرغ. وبقيا أربع سنوات في ضيافتنا وشاركانا الغداء والعشاء والظروف المختلفة. يُمكن أن أسترسل في هذه القصة، لكن أريد أن أختم بتعليقين: “كان غريبًا طلب السوفيات مني أن أخبئ أكثر الجواسيس خطورة. وفيما بعد تأكدت شكوكي بأنّ شيئًا ما كان خطأ في الإمبراطورية السوفياتية، التي انهارت بعد عام فقط. ثانيًا، السيد “آبيه” كما كنا نناديه هرب من لبنان في 1994 وعاد إلى السويد، خلال وجودي في موسكو خلال عهد بوريس يلتسين. وقد سُجنَ مرة أخرى.
شكّل هذا الجاسوس الكثير من الأذى بيني وبين السويد. أعتذر من الشعب السويدي ومن أصدقائي الإشتراكيين الديمقراطيين.
شباط 2015
Facebook Comments
POST A COMMENT.