عفيف دياب ||
يوم أيقن الأسد الأب أن أفول نجم أيامه أصبح قاب قوسين أو ادنى، كلف شبله مهمة إدارة مقاطعة لبنان وبدء مرحلة الاستعداد لتولي رئاسة الإمارة السورية، وموكلاً ايضا إلى العميد غازي كنعان مهمة تدريب شبله لا ترويضه. فالترويض تكفل به الأب القائد منذ زمن طويل رغم قلقه من جهل الابن بإدارة تفاصيل ما بناه من تكتيكات واستراتيجيات. ويقول ثقاة عايشوا حقبة تدريب الشبل (1994-2000) أن الأسد كان يعرف نقاط ضعف نجله، وانه أسر لمقربين منه هواجسه وخوفه من ان يدمر “الصبي جنى العمر” ويضيع في التفاصيل وينسى الاستراتيجيات المهمة ويغرق النظام في فوضى لا أحد يعرف كيف تنتهي. ويروي أحد “ثعالب” نسج العلاقات مع أجهزة إستخباراتية تبدأ من السورية ولا تنتهي بالاميركية، أن حافظ الأسد سأل رفيق الحريري يوماً عن عائلته ودراسات و أولاده وهل سيورث لأحدهم إدارة الثروة او العمل السياسي؟ ويضيف “الثعلب” أن الحريري الأب مدح كثيراً بنجله بهاء، مبدياً قلقه من تصرفات ابنه سعد. ويتابع الرجل صاحب نظريات “التفتيت” والتقسيم وحكم الأقليات واهمية تحالفها؛ أن الأسد الأب طلب من الحريري توضيحا أكثر، فقال رئيس حكومة لبنان الاسبق ان نجله بهاء حين “يكمش” التراب يتحول ذهبا، وان سعد اذا “كمش” الذهب يتحول إلى تراب.. ويختم “ثعلب” نسج العلاقات مع الاستخبارات أن الأسد والحريري ضحكا كثيرا، إلى ان صمت الرئيس السوري الراحل فجأة وقال ممازحا ضيفه :”عندي هيك شي يا أبو بهاء.. عندي هيك شي”!!
15\آب\2014
Facebook Comments
POST A COMMENT.